جماعة إيغود (إقليم اليوسفية) – يقع التمكين الاقتصادي للنساء في وضعية صعبة على الصعيد الوطني وعلى مستوى إقليم اليوسفية، في صميم أولويات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما يتجلى من خلال القطب الموجه لهذه الغاية، والذي تم إنشاؤه بالمركب الاجتماعي متعدد التخصصات الواقع وسط الجماعة الترابية لإيغود.
فالاهتمام الذي يحظى به تحسين الأوضاع الاقتصادية للمرأة ليس مجرد صدفة، بقدر ما ينبع من الرؤية الواضحة للمبادرة وفلسفتها، وكذلك من وعيها المبكر بالمكانة الفضلى التي يمكن أن تتبوأها النساء في جميع جهود التنمية، باعتبارهن “الركيزة الأساسية” للأسرة بشكل خاص، والمجتمع عموما.
كما ارتقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالتمكين الاقتصادي للمرأة في وضعية صعبة إلى مرتبة ورش كبير على الصعيد الوطني، مع تنزيله جهويا من خلال أجرأة مشاريع دامجة، على اعتبار أن هذه القضية تعتبر مستهلا لتحقيق المساواة بين الجنسين، وهي إحدى الركائز الأساسية لدولة الحق والقانون.
وفي هذا الصدد، تم إنشاء القطب الموجه للتمكين الاقتصادي للمرأة في وضعية صعبة من قبل المبادرة داخل المركب الاجتماعي متعدد التخصصات بالجماعة الترابية لإيغود، من أجل تقديم الدعم للنساء القرويات، من خلال وضع جميع الوسائل البشرية واللوجستية اللازمة رهن إشارتهن، والتي من شأنها مساعدتهن على متابعة تكوينات مناسبة وتعزيز مهاراتهن، في أفق تيسير إنجاز مشاريعهن، ومن ثمة تحسين وضعيتهن الاقتصادية والاجتماعية، وكذا وضعية أسرهن.
ويشتمل القطب الموجه للتمكين الاقتصادي للمرأة في وضعية صعبة، والذي يقع في الطابق الأول للمركب الاجتماعي متعدد التخصصات، وعُهد تدبيره إلى “جمعية الحمرية للمرأة القروية”، على الوسائل والمعدات المواتية، ويضم سلسلة من الورشات لتكوين النساء والشباب في عدة أنشطة من قبيل “التجميل والحلاقة”، و”الخياطة التقليدية”، و”الخياطة العصرية”، و “الطبخ والتدبير المنزلي”.
ويندرج مركب القرب هذا، والذي يضم، أيضا، قطبا شبه طبي وتربوي لمواكبة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، في سياق تنفيذ الاتفاقية – الإطار المتعلقة بمشروع تأهيل الموقع الأركيولوجي ومركز الجماعة الترابية لإيغود.
وتطلب بناء هذا المبنى، المكون من طابقين، 10 أشهر، على مساحة إجمالية تبلغ 1437 مترا مربعا، منها 903 أمتار مربعة مغطاة، تعبئة غلاف مالي إجمالي وفرته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قدره 4.368.420 درهما للبناء، إضافة إلى 1.401.430 درهما تم تخصيصه للتجهيز، من ضمنه مبلغ 801.430 درهما أمنته المبادرة، و600.000 درهم مقدم من قبل التعاون الوطني.
وشددت جميلة علواني من “جمعية الحمرية للمرأة القروية”، أهمية هذا المركب الذي يشكل “ملاذا” للنساء القرويات من جماعة إيغود على وجه الخصوص، لاسيما اللواتي يوجدن في وضعية اقتصادية صعبة، من خلال العديد من الورشات الموجهة لهن.
وعبرت عن شكرها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الدور الذي تضطلع به لتحقيق التمكين الاقتصادي للنساء في وضعية صعبة، من خلال مدّ هذه الفئة الاجتماعية بالعديد من المعدات المواتية، التي تساعد على تعزيز مهاراتهن وتحسين تموقعهن في عدد من قطاعات الأنشطة، مثل الطبخ والخياطة التقليدية والعصرية وغيرها.
