طنجة – انطلقت اليوم الثلاثاء بطنجة فعاليات الدورة الثالثة عشرة للجامعة الصيفية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، والتي ستتواصل إلى غاية 27 يوليوز الجاري.
وستتيح أشغال هذه الجامعة الصيفية، التي تنظمها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لفائدة حوالي 60 طالبة وطالبا من شباب مغاربة العالم تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 سنة والمنحدرين من حوالي 25 بلدا للاستقبال، للمشاركين اكتشاف ما تزخر به جهة طنجة-تطوان-الحسيمة من ثروات طبيعية واقتصادية وموروث ثقافي مادي ولا مادي.
كما ستمكنهم من تكوين فكرة محينة حول منظومة القيم المغربية التي تثمن التعارف المتبادل بين الثقافات والأديان وترسخ أسس المواطنة المسؤولة والتشبث بالمبادئ الإنسانية السامية في التعريف بثقافة المغرب وتحقيق إشعاعه بدول الإقامة والدفاع عن قضاياه المحورية.
في كلمة بالمناسبة، أكد اسماعيل المغاري، مدير العمل الاجتماعي والثقافي والتربوي والشؤون القانونية بقطاع المغاربة المقيمين بالخارج، أن هذه المبادرة تندرج في إطار العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لكافة المغاربة، ولاسيما المغاربة المقيمين بالخارج، إلى جانب تنفيذ مقتضيات الدستور المغربي والبرنامج الحكومي، الذي تضمن مشاريع تروم النهوض بأوضاع مغاربة العال، بما فيها الجانب الثقافي والهوياتي.
وأكد أن الجامعة، التي تنظم بشكل حضوري بعد دورتين افتراضيتين بسبب الجائحة، تندرج في إطار تفعيل الاستراتيجية الوطنية الموجهة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، والرامية إلى تقوية أواصر ارتباطهم ببلدهم المغرب، والمحافظة على هويتهم الوطنية ووشائجهم الإنسانية، وكذا تذليل الصعوبات التي تعترض مسارهم الاندماجي بدول الاستقبال، داعيا شباب مغاربة العالم إلى تمثيل الصورة الحقيقية للمغرب ورصيده الثقافي الزاخر ونقل تحولاته المتسارعة في بلدان الإقامة.
من جانبه، استعرض الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد العبادي، استراتيجية المملكة المغربية، المستلهمة من التوجيهات الملكية السامية، في مجال تمنيع الشباب ضد خطاب الكراهية والتطرف، موضحا أن هذه الاستراتيجية تشمل عدة مستويات لتمنيع المغاربة، بدءا من الأطفال فاليافعين ثم الشباب، ضد “فيروسات” التطرف التي قد تزج بالأمم في متاهات العنف.
واعتبر السيد عبادي أن اللقاء فرصة للتواصل مع شباب المملكة القاطنين بالخارج من الجيلين الثاني والثالث للتعريف ب “جينوم” المملكة المغربية الشريفة والدعامات والأسس التي تقوم عليها، والتحولات والمشاريع العديدة التي يشهدها المغرب، داعيا إياهم إلى تقديم الوجه المشرق للمملكة ببلدان الاستقبال.
وستتطرق المداخلات خلال هذه الجامعة الصيفية إلى الجوانب التاريخية والمؤهلات الاقتصادية لطنجة، والدينامية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية في ظل مستجدات القضية الوطنية، وكيفية المحافظة على الجذور المغربية واعتبارها مصدر قوة ببلدان الاستقبال، والمشاركة المواطنة، إلى جانب عقد ورشات في مجال بلاغة التعبير. وتتخلل البرنامج الأكاديمي للجامعة زيارات سياحية لعدد من المآثر والمزارات والمواقع الطبيعية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة.