أخبارمجتمع

حداثة المشروع المجتمعي المغربي في قلب الأسبوع التفاعلي

فيينا – نظمت الجمعية المغربية لقادة الألفية، بشراكة مع شبكة المهنيين الشباب، وبدعم من سفارة المملكة المغربية في النمسا، والمكتب النمساوي لمؤسسة كونراد أديناور، برنامج تبادل لمدة أسبوع (19-25 فبراير) في فيينا عرف مشاركة وفد من الشباب المغربي.

  وشارك هذا الوفد في لقاءات عديدة مع مختلف ممثلي المؤسسات النمساوية (البرلمان، وزارة الخارجية، مراكز التفكير) وجلسات تفاعل مع الشباب النمساوي المنخرط في السياسة والمجتمع المدني بهدف تعميق العلاقات بين المغرب والنمسا.

  وبمناسبة هذا التبادل، عقدت ندوة بشراكة مع الأكاديمية الدبلوماسية في فيينا، تحت شعار “التعايش بين الحضارات: نماذج ناجحة”، بمشاركة فاعلة من مستشار صاحب الجلالة، أندريه أزولاي، مرفوقا بنوال المتوكل، البطلة الأولمبية ووزيرة الشباب والرياضة السابقة وعضو اللجنة الأولمبية الدولية، ونادية بوعيدة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج في مجلس النواب.

  وتعد هذه التظاهرة مناسبة لتسليط الضوء على تفرد النموذج المغربي للتعايش والقائم على قيم السلم والعيش المشترك، وقد تميزت بمشاركة شخصيات نمساوية رفيعة المستوى، لاسيما كلوديا بلاكولم، كاتبة الدولة المكلفة بالشباب، ونيكو مارشيتي، عضو البرلمان النمساوي ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية لشمال إفريقيا والنمسا، وهاينز فسمان، رئيس الأكاديمية النمساوية للعلوم ووزير العلوم والتعليم السابق، ومارتينا شوبرت، نائب مدير مدرسة فيينا للدراسات الدولية، وإبراهيم إيفو رضوان، رائد أعمال وصاحب مبادرة “المهنيون النمساويون الشباب”.

  وأجمع المشاركون من الجانب النمساوي على أن المغرب ملتزم بشدة بتعزيز الحوار بين الحضارات، كما أنه فاعل يعمل بشكل ملموس لتثمين نموذجه الذي يعتبر “فريدا وحاملا للأمل”.

  وخلال هذه الندوة، وعلى مدى مداخلة استمرت أكثر من ساعة، سلط مستشار صاحب الجلالة الضوء على “تماسك وخصوصية وحداثة المشروع المجتمعي الذي ينفذه المغرب”.

  وصرح “يجب على شركائنا إدراك أهمية هذا المشروع بكل موضوعية، ولا سيما فيما يتعلق بالمكانة المعطاة للتعددية بكل تنوعها وثرائها”، مذكرا بأن المغرب يحتفل في نهاية فبراير الجاري بالذكرى ال 240 لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع النمسا (28 فبراير 1783).

   وبعد أن أشاد بالزيارة الرسمية التي يقوم المستشار الفيدرالي النمساوي، كارل نيهامر، إلى المغرب (من 27 فبراير إلى فاتح مارس)، سلط السيد أزولاي الضوء على “العمق التاريخي لعقد الثقة والاحترام المتبادل بين الحضارتين المغربية والنمساوية،  اللتين كانتا ، منذ أكثر من قرنين، تفرضان مكانتيهما على الساحة الدولية”.

  وأضاف مستشار صاحب الجلالة أن هذه المكانة “تشهد اليوم زخما جديدا عندما تختار فيينا والمؤسسات المستقرة بها لمدة أسبوع كامل الاصغاء لما يقترحه المغرب، القوي بالقيادة الروحية والزمنية التي يجسدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الآخرين في القارة الأوروبية والفضاء المتوسطي والقارة الإفريقية”، مسجلا بأن المغرب هو البلد الوحيد في العالم الذي يذكر دستوره ويكتب في ديباجته أن الأمة والشعب المغربي اليوم هما ثمرة مساهمات وتجمع الحضارات التي ترسخت هناك، وهي الأمازيغية واليهودية والعربية – الإسلامية.

  كما شددت السيدة المتوكل على الدور الحيوي الذي تضطلع به المرأة في المجتمع المغربي، من خلال الرياضة والسياسة، مستعرضة التزامها الشخصي حول المبادرات التي يقوم بها الشباب، وتعبئتها المتواصلة بشرف واعتزاز للارتقاء بالتجربة المغربية في المحفل الدولي.

  أما النائبة نادية بوعيدة، فجددت التأكيد بشكل قوي ومن خلال أصولها الصحراوية على المشاركة الثابتة للأقاليم الجنوبية في إثراء الهوية المغربية.

  من جهة أخرى، دعا مروان الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية لقادة الألفية، إلى الاعتراف بقيم المغرب الغني بهويته التعددية والحفاظ عليها ونقلها، مسلطا الضوء على حاجة الشباب للمشاركة في هذا النوع من برامج التبادل التي تهدف إلى التقريب بين الحضارات والأمم.

  ويندرج برنامج التبادل هذا في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 240 لتأسيس العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية النمسا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى