أخبارجهات

قلعة السراغنة .. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تولي أهمية لدعم المدرسي

قلعة السراغنة – تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أهمية بالغة لبرنامج الدعم المدرسي على مستوى إقليم قلعة السراغنة، والذي يعد أداة أساسية في عملية بناء شخصية الطفل وفي تعميم التعليم، خصوصا بالمناطق القروية.

وهكذا، تعبئ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كل وسائلها المالية واللوجيستية من أجل ضمان شروط نجاح هذا المشروع الرائد.

وتجد الأهمية التي يتم إيلاؤها للدعم المدرسي في المجال القروي، بهذا الجزء من التراب الوطني، معناها ومضمونها في فلسفة ونهج المبادرة، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسميا سنة 2005، والتي تواصل منذ ذلك الوقت وضع العنصر البشري في صميم أولوياتها وأنشطتها، كما تراهن على تعزيز رأس المال البشري كأساس لأي تنمية مستدامة متوخاة.

وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بإقليم قلعة السراغنة، يستهدف هذا البرنامج، الذي تبلغ كلفته خلال الموسم الدراسي 2022 -2023، خمسة ملايين و200 ألف درهم، ويستهدف 6 آلاف و60 تلميذا، موزعين على 64 مؤسسة تعليمية في الإقليم، فضلا عن تعبئة حوالي 303 مدرسة ومدرسين من أجل إنجاحه.

وأفادت المعطيات ذاتها، أن هذا الاهتمام الكبير للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يعزى إلى تضامن إيجابي وشراكة نموذجية مع باقي الأطراف المعنية بالشأن التربوي، من أجل تحقيق “عدالة ترابية” حقيقية عبر منح فرصة فريدة للتعلم وتملك قيم المواطنة في صفوف الشباب المنحدرين من المناطق القروية والنائية، مبرزة أن الهدف هو محاربة الهدر المدرسي، وتعميق المعرفة وتقوية مهارات المتعلمين.

وتقوم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار مرحلتها الثالثة، على مقاربة جديدة تتمحور حول تحسين المؤشرات المتعلقة بالرأسمال البشري، وذلك من خلال 4 برامج مبتكرة منها البرنامج الرابع المتعلق ب”الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة ” والذي يهدف إلى ضمان التنمية البشرية المتناغمة ودعم الأجيال الصاعدة.

ويعد الدعم المدرسي أحد محاور تدخل البرنامج المذكور، ويتوخى تحقيق هدف رئيسي يتمثل في محاربة الهدر المدرسي وبالتالي تعزيز وضمان ظروف تمدرس جيدة.

ومن بين أهداف المبادرة المواطنة، هناك المساهمة في محاربة الهدر المدرسي، وتحسين مؤشرات التمدرس، والمشاركة الفعالة للفاعلين المؤسساتيين والشركاء الجمعويين العاملين في مجال التعليم، وتحسين جودة التعلمات للحد من الانعكاسات السلبية للهدر المدرسي على الرأسمال البشري في المغرب.

وقد تم بذل جهود دؤوبة لاستهداف المدارس والتلاميذ المستفيدين، بغرض تطوير برنامج تعليمي موجه نحو تحسين المكتسبات، وتوظيف وتكوين المدرسين، لتقديم دروس دعم مجانية لفائدة التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم، مع توعية آباء وأولياء التلاميذ بضرورة الانخراط الكامل في هذا الورش. 

وتقوم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والنسيج الجمعوي، بتنفيذ سلسلة من الأنشطة التي تعنى بالدعم المدرسي (من قبيل دورات الدعم وتوزيع المحافظ واللوازم المدرسية)، من أجل تحسين مستوى تمدرس المستهدفين من تلاميذ المدارس الابتدائية بالمناطق القروية وشبه الحضرية.

و الإنطلاقة الرسمية لهذا البرنامج، تمت أمس الأحد، بقلعة السراغنة، والذي يشمل دروس دعم تهدف إلى تعزيز معرفة التلاميذ من السنة الثالثة إلى السنة السادسة من السلك الابتدائي في مادتي “الفرنسية” و “الرياضيات” خارج ساعات التدريس العادية.

وستستمر هذه الدروس، التي سيقدمها مدرسون ومدرسات مؤهلون، على مدار 28 أسبوعا، بمتوسط ساعتين لكل مادة في الأسبوع.

وصرح المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بقلعة السراغنة، العلمي القريشي، إنه في إطار تنفيذ برنامج الدعم المدرسي بشراكة مع الشركاء، وبهاجس متابعة ومواكبة حالات التكرار وضمان اكتساب المعارف الأساسية لوضع حد لظاهرة الهدر المدرسي، فقد تم إطلاق هذا البرنامج الطموح، الذي كان قد حقق نتائج إيجابية العام الماضي.

وكشف أنه تم توسيعه هذه السنة حتى يستهدف حوالي 6 آلاف و60 تلميذا مستفيدا، ممن سيشاركون في الدروس المقررة يوم الأحد على مدار 28 أسبوعا، مشيرا إلى أن هذه العملية التعلمية المفيدة ستمكن التلاميذ المستهدفين من حسن استيعاب المقرر الدراسي بشكل مثالي، بالإضافة إلى تعزيز المعارف الأساسية، ما سيسهم في الحد من الهدر المدرسي.

وقال أن هذه المبادرة “ممتازة” ولقيت استحسانا وتقديرا كبيرين من قبل أولياء وآباء التلاميذ المستهدفين، مشيدا بكافة الجهود التي تبذلها السلطات، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والوزارة الوصية والمدرسين وفاعلي المجتمع المدني، لإنجاح هذا البرنامج.

كما قال رئيس جمعية “النصر للتربية والتنمية” ياسين بيرتوز، إن هذا البرنامج يكتسي أهمية كبيرة نظرا لمزاياه العديدة من حيث التعلم، ومحاربة الهدر المدرسي ، معبرا عن شكره للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجميع الشركاء القائمين على تنفيذ هذا البرنامج.

وابرز أن هذا البرنامج يأتي في الوقت المناسب، خاصة بعد أكثر من عامين من الانقطاع بسبب الجائحة واعتماد التدريس عن بعد، مشيرا إلى أن دروس الدعم ستمكن من سد فجوات معينة لدى الأطفال من حيث التعلمات، وبالتالي تعزيز الإنجازات المتعلقة بالعملية التربوية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى