أخبار

خمسة أسئلة للمدير المُكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف محمد سالم الشرقاوي

تحتضن مختلف مدن المغرب المخيم الصيفي المنظم، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس ، لفائدة أطفال القدس، الذي تشرف عليه وكالة بيت مال القدس الشريف بشراكة وتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل.

ومن أجل تسليط الضوء أكثر على الأهداف النبيلة لهذه المبادرة الإنسانية والاجتماعية النوعية، يستعرض محمد سالم الشرقاوي المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف الأبعاد والمغازي الإنسانية لاحتضان هذا المخيم وزرع فسائل الأمل في الأجيال الحالية والقادمة.

1 -مخيم أطفال القدس ، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من قبل وكالة بيت مال القدس ، يراهن على المستقبل وتعزيز الأواصر بين الأجيال الصاعدة ، إلى أي حد تتحقق هذه المرامي الإنسانية النبيلة ؟.

رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لدورات المخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس هي مكر مة ملكية كريمة ذات أبعاد ومغاز إنسانية رفيعة، تستلهم القيم الف ضلى التي يؤمن بها المغاربة، بقيادة جلالة الملك، لتعزيز الروابط الإنسانية، التي جمعت أهل القدس وفلسطين بأشقائهم المغاربة، على مدى يزيد عن ألف عام.

هذه الرعاية الملكية لأجيال القدس من خلال عمل وكالة بيت مال القدس الشريف تتوزع على دعم المدارس، ودور الثقافة والفنون، ومراكز الطفولة، لتمتد للجمعيات والأندية الرياضية، والمخيمات الصيفية، التي ترعاها سنويا لفائدة ز هاء ثلاثة آلاف طفل في مدينة القدس، و50 طفلا وطفلة يزورون سنويا المملكة المغربية، في إطار مخيم خاص استفاد من دوراته المتعاقبة، إلى غاية الدورة الحالية (الدورة 13)، أزيد من 650 طفلا وطفلة.

بهذه المبادرات الإنسانية والاجتماعية، تزرع وكالة بيت مال القدس الشريف، بصفتها الذراع الميداني للجنة القدس، في قلوب ووجدان الأطفال، أجيال المستقبل، فسائل الأمل بغد أفضل، وهي في ذلك إنما تعمل على تنفيذ تعليمات جلالة الملك، بإنجاز مشاريع اجتماعية يعود أثرها المباشر على أهل القدس، بكافة فئاتهم. لذلك فإن إقبال العائلات المقدسية الكبير على ترشيح أبنائهم للاستفادة من المخيم، خير دليل على نجاح هذه التجربة الاجتماعية الرائدة.

ولعلي أكون شاهدا على ذلك، حين أزور القدس وألتقي ببعض من استفادوا من الرحلة السنوية إلى المغرب، فأجدهم يحرصون على تزيين بيوتهم برايات المغرب وبصور جلالة الملك، وولي عهده، حفظهما الله، وببعض مقتنياتهم من الصناعة التقليدية المغربية، التي يحتفظون بها بحرص وعناية. وأحيانا يطلعونني على أحدث مراسلاتهم مع أقرانهم المغاربة ممن التقوا بهم خلال م قامهم في المغرب.

2- ما هي أهم الأنشطة الثقافية والتربوية والترفيهية التي تركزون عليها ضمن البرنامج العام للمخيم في دورته 13 ؟ وما الهدف منها ؟.

في كل عام، تضع الوكالة بالتشاور مع شركائها في المغرب وفي القدس بفلسطين برنامجا خاصا لدورة المخيم، ضمن موضوع ناظم للأنشطة والفعاليات، سواء تلك التي يقدمها أطفال القدس، أو تلك التي تتم برمجتها عند زيارتهم لمخيمات أطفال مغاربة، تنتظم في نفس فترة وجود أطفال القدس في بلادنا.

ويتم التركيز في البرمجة على الأنشطة الهادفة، التي تمكن المستفيدين من التعرف على المملكة المغربية، بأهلها، وطبيعتها، وتاريخها، فيزورون المعالم التاريخية للمدن التي يتوقفون بها، ثم يقفون على بعض مظاهر التنمية التي تشهدها البلاد على كل الأصعدة، وتحرص الوكالة على ترك مساحة مهمة في البرنامج للترفيه والاستجمام والترويح عن النفس.

انعقدت دورة هذا العام، بشراكة وتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في موضوع “آثار التغيرات المناخية على البيئة وأهمية المحافظة على الماء”، لإثارة انتباه الناشئة إلى التحديات التي باتت تطرحها مسألة التوازنات الطبيعية في محيط العيش، ثم معضلة نقص المياه والإجهاد المائي، وهي مواضيع باتت مثار انشغال عام، وتستأثر بالاهتمام المتزايد.

ثم طرح مخيم هذا العام بعض مظاهر الصلات التاريخية العميقة التي جمعت المغاربة بأشقائهم الفلسطينيين، من خلال الدرس التاريخي والوثائق المصنفة في المكتبات العامرة المغربية والفلسطينية وغيرهما، بحضور أطفال من القدس من أحفاد المغاربة الذين ناصروا القائد صلاح الدين، واستقروا في المدينة المقدسة مدافعين عن حماها، وط لاب علم، ومرابطين، ومجاورين

  • ما الهدف الأساس من تمكين أطفال المخيم من زيارة المدن العتيقة والاطلاع على مكنونات الحضارة المغربية ..؟.

المغرب بلد قوي بتاريخه، وبرموزه وبمؤسساته. لذلك يأتيه الزوار من كل مناطق العالم للاستمتاع بهذا المزيج المتناغم، الذي يجمع بين العراقة والانفتاح على كل ما يستجد، مما قد تفرضه طبيعة التحولات المتسارعة التي نعيشها من حولنا، على أكثر من صعيد.

نعم. نحن كمغاربة فخورون ببلدنا، بتنوع مجاله الطبيعي، لذلك نحرص في الوكالة على تقديم طبق متنوع ي م كن ضيوفنا، سواء كانون كبارا أو صغارا ، من التعرف على البلد، من خلال الآثار في المدن العتيقة، ومن خلال المعمار، والألوان، واللباس، وأصناف الطعام، والموسيقى، وغيرها من العناصر الم ميزة للشخصية المغربية.

وبمناسبة دورات المخيم الصيفي، تكون الفقرات عبارة عن درس تاريخي يتضمن قصة تستحق أن ت روى. قصة لا ت مل، يستطيبها الأطفال، لكثرة اندهاشهم بالامتداد الجغرافي للبلد، وبتنوعه الطبيعي، والأمان، وسهولة الحركة فيه، فيتملكهم إحساس بالراحة والاطمئنان، يتمنون معها أن يمكثوا في البلد، لأطول فترة ممكنة، وإذا غادروه، فإنهم يغادرونه بالدموع، ويتطلعون إلى العودة إليه، كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

4- ما هي الرسالة الأساسية التي يحملها المخيم الذي راكم تجربة طويلة ..؟.

في الواقع، هي رسائل كثيرة، أهمها رسالة الأمل التي نريد أن نرسخها في قلوب ووجدان الناشئة، بأن المستقبل لاب د أن يكون أفضل مع الحاضر. ثم رسالة المحبة والعمل النافع والبناء، الذي يمكن أن يساعد على تشكيل شخصية الطفل بمعزل عن التأثيرات. فرسالة الالتزام والإخلاص للقضايا الكبرى. وه نا ن قدم صورا من مظاهر التضامن المبدئي والثابت للمغاربة مع أشقائهم الفلسطينيين، في أوقات الرخاء، كما في أوقات الشدة.

اليوم، ونحن في النسخة الثالثة عشرة، مرت علينا أفواج من أطفال القدس، ومن مؤطريهم من شباب المدينة المقدسة، منهم من أصبحوا يتحملون مسؤوليات أسرهم وعائلاتهم، وينشدون الأمان، ليبنوا حياتهم بهدوء مطمئنين على مستقبلهم، ونحن نحاول أن نساعدهم على ذلك، بما نستطيع، وفي حدود الاختصاصات المخولة لنا.

تجربة المخيم، كما المشاريع الاجتماعية التي تنفذها الوكالة في القدس، بتعليمات كريمة من صاحب الجلالة، نصره الله، هي برامج ذات ب عد إنساني، ن حاول أن نحيطها ببعض الخصوصية. وهذه رسالة م همة في حد ذاتها، تجعل أشقاءنا في القدس يميزون بين العمل الرصين، والشعارات الزائفة، التي ي رددها البعض بين الفينة والأخرى.

5- ما هو مضمون ارتسامات الأطفال المشاركين في المخيم..؟.

في إحدى زياراتي الأولى إلى القدس عام 2019، أوقفني أحد الشباب في الشارع قائلا: “أستاذ عرفتك!”. استغربت ومرافقي لما علمت أن الولد هو أحد المستفيدين من الدورة الثانية للمخيم التي عقدت في إفران قبل ذلك بعشر سنوات. ثم انبرى والده ليعلق على ردة فعلي بقوله:”جازى الله عنا المغرب، وحفظ جلالة ملك المغرب لما قدمتموه لأولادنا، من جميل الرعاية والوفادة، مما لن ننساه أبدا”.

الأطفال سعداء بهذه الرحلة، ومندهشون من مظاهر الحب الجارف الذي يتلقوه في الشارع من المغاربة. وهم يتصلون بأولياء أمورهم في بعض الأوقات المحددة ليطمئنوهم، ثم ليؤكدوا لهم أن اليوم التالي من برنامج المخيم يكون أحسن من اليوم الذي قبله.

ولعل بعضهم، قد سمع من جيرانهم ومن معلميهم، ومن بعض أقرانهم من الذين استفادوا من الدورات السابقة حكايات عن تجربتهم في المخيم، لذلك هم يتشوقون ليعيشوا التجربة بتفاصيلها، لينقلوا تفاصيلها إلى من سيأتي من بعدهم في الدورات المقبلة، بحول الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى