في مختلف الفضاءات العمومية بالعاصمة الاقتصادية تنتشر، هذه الأيام، أكياس الفحم الخشبي أو النباتي على نطاق واسع معلنة عن أجواء ، عيد الأضحى وتسويق هذا المنتوج والتي لا تخطئها العين كلما اقتربت هذه المناسبة الدينية.
هذا المنتوج الذي يطلق عليه ” الفحم الخشبي / النباتي / أو الفاخر” يحضر بقوة بالدار البيضاء، إلى جانب منتجات أخرى يكثر عليها الطلب خلال عيد الأضحى .. من قبيل علف الأكباش والبصل ومستلزمات ذبح الأضحية وشي لحمها، وهو ما يشكل فرصة بالنسبة للعديد من الشباب لجني بعض الأموال.
“الفاخر” يتنقل من مجالات العالم القروي كي يحل بالمدن، ومنها الدار البيضاء طيلة السنة، لكن خلال هذه المناسبة الدينية يرتفع الطلب عليه بكثرة … والقاسم المشترك هو استعمالاته المتعددة في مجالات مختلفة أو أنشطة منها الطبخ والشي وأغراض أخرى.
في تفاصيل هذه التجارة المهمة بالدار البيضاء، هناك “سوق الفحم” بالجملة والتقسيط الواقع بالحي الشعبي” القريعة “، والذي تتواجد به محلات تجار كبار للفحم الخشبي، يعرضون هذا المنتوج طيلة السنة، حيث يحج له زبناء من كل صوب وحدب.
كل الذين يتبضعون من هذا السوق يعرفون نوعين أساسيين من الفحم الخشبي هما ” الكروش”، والليمون “، واللذين يتم كتابتهما بخط عريض على مستوى مدخل المحلات كوسيلة للعرض، وإلى جانبهما سعر البيع بالتقسيط (6 دراهم / الكروش)، و(الليمون / 7 دراهم).
وأسر بعض تجار هذا السوق إلى أن سعر البيع بالجملة ( اقتناء كمية كبيرة)، قد يحول السعر إلى خمسة أو خمسة ونصف من الدراهم ، مشيرين إلى أن لكل زبون احتياجاته الخاصة التي تفي بالغرض.
واعتبروا أن الفحم الخشبي له استعمالات متعددة تغطي مجلات مختلفة قد تكون منزلية أو ذات طابع تجاري صرف.
في هذا السياق قال السيد الفلاح عبد الواحد أمين تجار سوق الفحم بالجملة بولاية جهة الدار البيضاء – سطات، إن العرض من الفحم الخشبي متوفر بكثرة، مشيرا إلى أن وجود نوعي “الليمون”، و” الكروش ” يتم تسويقهما على نطاق واسع بيد أن الطلب يكون كثيرا على نوع ” الليمون ” لأنه جيد، فضلا عن كونه أقل انبعاثا للدخان.
وتابع أن مصدر” الكروش ” بالأساس هو منطقة أزرو، و”الليمون” يأتي من منطقة سوس خاصة تارودانت ومناطق أخرى.
من جهته أبرز السيد نور الدين فرات (تاجر بسوق الجملة)، أن الإقبال على الفحم يزداد خلال عيد الأضحى، لكن هناك أسر تستعمل ” الفاخر” بمنازلها يوميا في عملية الطبخ، كما يستعمل في مجالات أخرى.
في سياق متصل لفت إلى أن هناك فحما يتم تسويقه بطريقة قانونية على مستوى هذا السوق بالدار البيضاء، حيث يؤدي التجار الضرائب، لكن في المقابل هناك آخرون ينتجون ويسوقون فحما خشبيا آخر ب ” طريقة غير قانونية “، حيث يغرقون أحياء العاصمة الاقتصادية بأنواع من ” الفاخر” غير الجيدة، وهذا كما قال، يؤثر على عملية التسويق التي تتم بطرق قانونية.
تجدر الإشارة إلى أن الفحم الخشبي هو عبارة عن عملية سحب الماء من المواد النباتية بحرقها في مكان لا هواء فيه.
أما عن لونه الأسود فهو بسبب وجود نسبة عالية من عنصر الكربون، وهو خفيف بعكس الفحم الطبيعي.
وعن كيفية صنع الفحم الخشبي، فإنه يتعين التخلص من الأكسجين والهيدروجين الموجودين في السليلوز الموجود في الخشب، وذلك عن طريق تفاعل كيميائي، فتصبح نسبة الأكسجين قليلة جدا أو شبه معدومة، وترتفع نسبة عنصر الكربون التي تحفز الاشتعال، وذلك بجمع عدد كبير من أخشاب الأشجار وتغطيتها بالتراب وتسخينها على حرارة عالية، وتركها لمدة عشرة أيام.
ويكون التسخين بحرق كمية قليلة من الأخشاب تسمح بدخول كمية قليلة من الهواء، فتمد هذه الكمية الخشب بالحرارة الضرورية التي تجعله يتحول إلى فحم.
من استخدامات ” الفاخر” أيضا، تسخيره في عملية تنقية السوائل من المواد السامة والرواسب الضارة، كما يستخدم للتخلص من الروائح الكريهة التي تخرج من الأجهزة الكهربائية.