هل كانت عبارة “إرحل “كافية لإرغام عامل إقليم السراغنة على الإستجابة لمطلب فتح السوق الأسبوعي بالمدينة؟!.لمادا وقف ممثل الحكومة عاجزا أمام تجبر الوضعية الوبائية والإكتفاء بصفارات سيارات القوات المساعدة في مواجهتها؟!ألا يعلم المسؤول الأول عن الإقليم أن الفيروس بسط نفوده وطوق حزامه على أعناق الناس بالمنطقة ؟! ألم يسمع أنين المنظومة الصحية المهترئة داخل المستشفى الإقليمي التي تعمل على تسكين ألامها ببضع أقراص “فيتامين c”ودوليبران”فكيف سيسمح بتعميق الأزمة وتمكين الفيروس من جر مدينة وساكنتها إلى رماد المحن في حالة شبيهة بزمكان رواية” عيون الظلام” للروائي الأمريكي “دي كونتيز”.
المطلع على تاريخ الأوبئة في العالم يعي جيدا أن حركة الناس وإنتقالاتهم تساهم في نشر العدوى زمن الوباء .ألم تكن الحركة التجارية هي السبب في إنتقال الطاعون إلى مدن شمال إيطاليا ومنها إلى إنجلترا وكداك الكوليرا؟!سؤال يستفز قناعة الرجل بصوابية قراره من عدمها.
أسئلة أخرى ولدها القرار قيصريا..ماهي الإجراءات و التدابير الإحترازية التي ستنفدها السلطة الإقليمية زمن السوق الأسبوعي لحماية الناس من تربصات الفيروس التاجي ؟!هل من خراطيم للتعقيم.. وكم عدد رجال القوات المساعدة والأمن لتنظيم الحركة التجارية وكم من نقطة للتوعية والتحسيس داخل مرافق السوق الدي يوجد فوق رقعة جرداء فراشها التراب وغطاءها شمس حارقة وروحها تعاملات مالية لمتسوقين قادمين من مناطق مختلفة تجهل هويتهم الصحية ومعها تصنيف الحالة الوبائية لمناطقهم الأصلية .
المختصون بعلوم الأوبئة وعند تقييمهم للحالة الوبائية التي يعيشها الإقليم ،يرون ضرورة الصرامة والحزم في إغلاق جميع المنافذ وتشديد المراقبة على الوافدين والمغادرين والإبقاء على إغلاق المحلات التجارية مع حضر التجول إلا برخصة إستثنائية ،كل دلك لمدة لا تقل عن أسبوعين حتى تستقر الوضعية الوبائية حينها يمكن تجنب الكارثة .