60 يوما على تنصيب سمير اليزيدي على رأس الإدارة الجديدة لإقليم قلعة السراغنة
60 يوما جاب فيها شوارع عاصمتها ومشى بين الناس في الأسواق وإستمع إلى أنينهم
60يوما عقد فيها لقاءاته التواصلية مع أربع بلديات وجمع إكراهاتهم
60 يوما إجتمع من خلالها مع أهل الذكر والإحسان
60يوما عرف خلالها ثقافة المطبخ السرغيني وكرم الضيافة
60يوما عرف فيها المادحين والمطبلين والطامعين في جود دار المخزن
فهل عرف خريج المدرسة المولوية خلال ال 60يوما ثقل الإرث وعظمة المسؤلية الملقاة على عاتقه لإنقاذ إقليم منكوب .
مالا يعرفه اليزيدي أن الفساد توغل داخل الإقليم منذ زمان وتراكمت تمظهراته وطبع مع تقاليد وأعراف المجتمع السرغيني :
فساد سياسي حيث يستغل الفقراء وتشترى أصواتهم “بالزقلاف “وتنسج التحالفات بالشيكات والكمبيالات لا بالبرامج والمشاريع
فساد إقتصادي حيث تسند الصفقات العمومية لمن يحترف “الميكة الكحلة” ” وباك صاحبي “ولا تهم جودة المشروع.
فساد إداري حيث تغيب المسؤولية وتحضر اللامبالاة وتفعيل مبدأ “عين ماشفت وقلب ما وجع “
فساد مالي حيث ينقض الطامعون على المال العام ويستثمرونه من أجل مصالحهم الشخصية ..” وكلشي بقى حضي العوينة حتى وكحت”
كل في قبضة لوبيات الفساد …فهل للسيد سمير من إمكانية لتحرير الإقليم✌️!!؟ … أتذكر يوم بكى محمد نجيب بن الشيخ رحمة الله عليه لحظة توديع بعض الفعاليات له داخل مكتبه بعد إنتهاء ولايته.،حيث قال لهم بالحرف “أردت هزم الفساد بهذه الأرض الطيبة لكنه هزمني وإنهارت دموعه على خدوده” وهي رسالة بليغة لا يفهم فحواها إلا الراسخون في السياسة!!!
الدولة تدعم اللامركزية والتدبير الترابي الحر والجهوية المتقدمة وتسعى إلى ترسيخ ثقافة العدالة المجالية … كل يناقضه الواقع …45جماعة بالإقليم توصف بالفقيرة تنتظر أموال الدولة لإنشاء بعض المشاريع ” تلبس على قدها تواتيها” لأن ميزانيتها ضعيفة ولازالت تصارع الباقي إستخلاصه المحسوبة قيمته على الأوراق فقط… وأي عدالة مجالية وإلى الأمس القريب كان إقليم الرحامنة تابع إداريا لعمالة قلعة السراغنة .. هذا الإقليم اليوم تتحول عاصمته بن جرير إلى “مدينة المعرفة “وبقيت عمالة السراغنة الأم تناجي الله أن يجود عليها بجامعة تليق بتاريخها وتاريخ علما ئها وفقهائها ومناضليها وسكانها أجمعين … إقليم الرحامنة ينعم بأزيد من 165مشروع مفتوحة أوراشها وحظ السراغنة مشروع سوق أسبوعي ..مجزرة.. سوق الجملة للخضر والفواكه ” وشوف واش تكمل فيه الخدمة ولا لا” وباركا عليكم … وعن أي جهوية متقدمة نتحدث حينما توزع مشاريع كبرى على أقاليم الجهة بسخاء وتسرف على هذا الإقليم .
حبانا الله بشجرة مباركة” الزيتون “.. وهاهي اليوم تموت وتدفن معها عزتنا وكرامتنا ونبكي حظنا البائس من إستغلال مياهنا من طرف مدن مجاورة وأصبحنا لا نجد قطرة للشرب في عز
حر الصيف…
أين مشروع تثنية الطريق الوطنية رقم 8الرابطة بين مراكش وقلعة السراغنة.!!؟وأين المستشفى الإقليمي الذي سيشيد على مساحة 11 هكتار بمواصفات حديثة !!؟وغيرها من المشاريع التي بشرت بها الساكنة عبر الفايسبوك فحصدت فقط جيمات وتعليقات … إنه الوهم أن يتم الترويج لمستشفى جديد ولم تقدر وزارة الصحة على إستكمال إصلاحات القديم.
بوادر الرؤية العاملية إنكشفت خلال لقاءاته التواصلية حيث يؤكد الرجل على مؤهلات الإقليم. التي تسعفه لإنعاش السياحة الروحية وقد صدق الرجل لأن هناك تقرير كان أعده الحاكم المدني الفرنسي ديلورم حول 17 زاوية بإقليم السراغنة وأهميتها التاريخية ولكن “واش عندنا بنية إستقبال الزوار ولا غادي توجد من بعد!!؟”. الجواب ربما عند السيد العامل .
المهم الطموحات تبقى مشروعة ولكن حبذا لو تفضل السيد سمير اليزيدي وقام بتوجيه تعليماته إلى قياد المقاطعات الأربع لتحرير الملك العمومي وحل مشكل الباعة الجائلين وإدخالهم إلى الأسواق النموذجية التي ممكن أن تتحول مع الزمن إلى خراب وتضيع معها ملايير من المال العام … وهي خطوة سهلة وقابلة للتطبيق … إن أول الغيث قطرة
خطوة أخرى يمكن أن تبصم تاريخ الرجل في ذاكرة السراغنة هي الحفاظ على مسافة واحدة بين مختلف الفرقاء السياسين وأن يحرص على ضمان شفافية ونزاهة الإنتخابات المقبلة وقطع الطريق أمام الشناقة حتى يتمكن الإقليم من إفراز نخبة قيادية جديدة على رأس الجماعات الترابية و تمثيلية رباعية جديدة كذلك، تكون حاضرة بقوة للترافع حول قضاياه داخل البرلمان.
إلزامية التشبث بالحكمة والتبصر لمعالجة إرث السنوات السبع العجاف وفتح الأبواب التنموية التي أغلقت في عهد سلفه والتسريع بإخراج المشاريع المتعثرة إلى الوجود.
عن الصحافي المهني خالد جالي مدير نشر ماروك نيوز لاين
المقال موجود على الموقع الإلكتروني www.Marocnwesline.com