وجدة – بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحول حلم ابراهيم بكاري، أحد المقاولين الذاتيين الشباب من أبناء الجماعة القروية بني خالد التابعة لعمالة وجدة – أنجاد، لإنشاء مشروع لتربية الأرانب، من مجرد فكرة لطالما راودته إلى واقع ملموس.
وساهمت هذه المبادرة، في تحقيق آمال هذا الشاب وبلورة مشروعه النموذجي، دفعة قوية في إنجاز مجموعة من المشاريع التي يحملها العديد من الشباب على صعيد العمالة، من خلال المساهمة في التمويل والمواكبة والتتبع، وذلك بهدف تحسين الدخل وتوفير مناصب شغل قارة لأبناء المنطقة.
ويعد هذا المشروع واحدا من العديد من المشاريع التي دعمتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغرض المساهمة في تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، وكذا خلق قيمة مضافة على المستوى المحلي.
ووضعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاق مرحلتها الثالثة من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شتنبر 2018، الرأسمال البشري في صميم اهتماماتها باعتباره رافعة أساسية للتنمية.
وتتحدد الأهداف الاستراتيجية لهذه المرحلة الثالثة (2019 – 2023) ، في تحقيق التنمية البشرية الشاملة التي تتيح تكافؤ الفرص لجميع المواطنين.
و أكد الإطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة وجدة – أنجاد، محمد العظمة، في تصريح مماثل، أنه في إطار هذه المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية، تم لحدود الساعة ضمن برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب تمويل 94 مشروعا على مستوى العمالة.
وأبرز أن هذا المشروع المتعلق بتربية الأرانب، والذي يدخل ضمن هذه المشاريع الممولة في إطار هذا البرنامج، استفاد من دعم المبادرة بقيمة مالية ناهزت 96 ألف درهم؛ أي ما يمثل نسبة 60 في المائة من كلفة المشروع، مضيفا أن هذا الدعم سيمكن صاحب المشروع من المساهمة في تحسين وضعيته السوسيو- اقتصادية، وضمانه دخلا قارا.
وفي تصريح صحفي، قال الشاب بكاري، إن فكرة المشروع تخمرت في ذهنه منذ أربع سنوات تقريبا وبحكم كونه ابن البادية وينتمي للوسط القروي جعله ذلك يحمل مجموعة من أفكار مشاريع متعلقة أساسا بتربية الدواجن والأرانب والأغنام وغيرها.
وأشار الى أنه اختار فكرة مشروع تربية الأرانب حيث بدأ هذه المغامرة قبل سنتين ونصف قبل أن تواجهه بعض المشاكل في البداية والمرتبطة أساسا بمسألتي التمويل والتسويق، الشيء الذي جعله يلجأ إلى دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي كان دورها وتدخلها حاسما في إطلاق مشروعه وتطويره وتحسين المنتوج.
وأضاف حامل المشروع إلى أن الدعم الذي قدمته المبادرة مكنه من توسيع مشروعه من خلال اقتناء تجهيزات ومعدات مناسبة، وكذا الرفع من عدد الأرانب الذي انتقل من 10 إلى 70 مما يحقق له مردودية أكثر، مبرزا أيضا الدور الذي لعبته منصة الشباب من خلال الدورات التكوينية والتوجيه وكذا المواكبة والتتبع التي استفاد منها والتي كان لها أثر كبير في نجاح المشروع.
وقال أن هذا المشروع، سيمكنه من ضمان دخل قار وتحسين ظروف المعيشة، فتح له المجال للتفكير في إنشاء مشاريع أخرى ذات الصلة حيث يتطلع إلى إحداث مجزرة خاصة بالأرانب والهدف هو تثمين المنتوج وضمان جودة تسويقه في ظروف صحية ملائمة وبطريقة عصرية خاصة أنه يطمح إلى استهداف الأسواق الكبرى.
وأوضح الأهمية الكبيرة لهذا المشروع خاصة في ظل التوجه الحالي نحو استهلاك لحوم الأرانب والاقبال الكبير على هذا النوع من اللحوم خلال السنوات القليلة الأخيرة، وهو من بين الأمور الأخرى التي دفعته إلى التفكير بجدية في هذا المشروع الذي قال إنه سيساهم أيضا من خلاله في الانتاج المحلي.