طاطا – يعرف إقليم طاطا دينامية اقتصادية متجددة، بفضل سلسلة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامية إلى التمكين الاقتصادي للمرأة القروية وإدماجها في هيكلة الانشطة الاقتصادية من خلال توفير بدائل لفائدة النساء في وضعية هشاشة.
وقد لعبت المبادرة، ضمن برامجها للمرحلة الثالثة، دورا كبيرا في تعزيز المكتسبات المحققة وتذليل العقبات التي تعترض التنمية، عبر اقتراح أفكار ومشاريع ساهمت بشكل كبير في محاربة الهشاشة والفقر خاصة في صفوف نساء منطقة أقا.
هن أربعون إمرأة قررن الانخراط في الجمعية الجهوية للاتحاد الوطني لنساء المغرب أقا -طاطا-، سعيا منهن إلى تحسين أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية، حتى تتمكن من التمتع بحقوقهن واستقلاليتهن وانخراطهن في الحياة المدنية.
على صعيد جهة سوس ماسة، بالجماعة الترابية أقا التابعة لاقليم طاطا، يوجد مقر الجمعية، حيث تجتمع النسوة من فئات عمرية مختلفة، يجمعهن شغفهن بالمنتجات المجالية التي تميز المنطقة، والتي عملت الجمعية الجهوية للاتحاد الوطني لنساء المغرب أقا -طاطا بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على ترجمة هذا الشغف والإبداع واقعا معاشا.
وعن ما يميز منتجات الجمعية، أكدت رئيسة التعاونية، جميلة بولنوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الكسكس على سبيل المثال، الذي تنتجه التعاونية بأنواعه ( الخماسي والبلدي وكسكس الأرز والحمص والعدس) مستخلص من عدة مواد غذائية كالشعير والقمح وأعشاب محلية طبيعية مائة في المائة، مضيفة أن الكسكس يعد أحد أهم المنتوجات المجالية التي أبدعتها أنامل نساء أقا بالجمعية، مساهمة منها في إبراز عراقة وتجذر المقومات الحضارية للمنطقة.
وتعمل الجمعية أيضا على تثمين النباتات الطبية والعطرية التي تتميز بها منطقة أقا ك”ورق الطلح” ،”أتيل” ،”أعشاب الشاي” و”العلك” وغيرها، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتحسين ظروف الإنتاج والرفع من الجودة لفتح آفاق جديدة لتسويق المنتوج المحلي.
واستفادت الجمعية من دعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال توفير الآليات اللازمة للاشتغال، كطاحونة وفرن لتجفيف الأعشاب الطبية والعطرية، والتقطير، بتكلفة إجمالية تقدر بـ 63 ألف درهم، ساهمت فيه حاملة المشروع بأزيد من 25 ألف درهم، وساهمت المبادرة بأزيد من 37 ألف درهم.
وتستمر الجمعية الجهوية للاتحاد الوطني لنساء المغرب أقا -طاطا بمعية المبادرة الوطنية، في دعم الفتاة القروية بالاقليم وإدماجها في النسيج الاقتصادي وترسيخ مقاربة النوع، وذلك بتوفير فرص قارة للشغل وتحسين دخل المنخرطات في التعاونية، والتكوين وتقوية القدرات المحلية، إضافة إلى تثمين النباتات الطبية والعطرية والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتحسين ظروف الإنتاج والرفع من الجودة لفتح آفاق جديدة لتسويق المنتوج المحلي.
ووفقا لآخر المعطيات، عمل الاتحاد الوطني لنساء المغرب خلال هذه السنة، في إطار التوجيهات السديدة لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب لتمكين الفتيات والنساء من كافة حقوقهن، على إنجاز برامج رائدة في المجالات ذات الصلة بالتعليم والتكوين والرعاية الصحية والاستماع والتمكين الاقتصادي للمرأة، حيث استفادت أزيد من 39 ألف و200 إمرأة من الخدمات المتنوعة المقدمة من طرف الاتحاد من خلال تمثيلياته الجهوية عبر ربوع المملكة.