القاهرة – كتبت صحيفة “النهار العربي” اللبنانية أن ثمة ترابط فريد في المغرب يجمع بين العرش والشعب يمتد لقرون خلت، مؤكدة أن هذا الترابط سمح بالوصول الى الوضع الفريد الراهن الذي يعيشه المغرب.
ففي مقال تحت عنوان “المغرب المرتاح”، حمل توقيع الكاتب الصحفي خير الله خير الله، ذكرت الصحيفة اليوم الأربعاء، أن “العاهل المغربي لا يُخفي وجود صعوبات، لكنّه ينظر إلى المستقبل بأمل بعدما أثبتت سنوات طويلة تمتد إلى قرون عدّة أن هناك ترابطا فريدا من نوعه بين العرش والشعب في المملكة المغربيّة”.
وتابع كاتب المقال أن “مثل هذا الترابط الذي يسميه محمّد السادس، عن حقّ، التلاحم الوثيق، عبر التاريخ، في السراء والضراء بين الشعب والعرش، سمح بالوصول إلى الوضع الراهن الذي يستطيع فيه ملك المغرب مفاتحة شعبه بأنّ لا مفرّ من تأكيد أن تقدم المغرب يبقى رهينا بمكانة المرأة، وبمشاركتها الفاعلة، في مختلف مجالات التنمية”.
وأضاف أن من يزور المغرب “يكتشف أهمّية المرأة العاملة في هذه المملكة وكيف أن النساء يلعبن، بكلّ جدّية، دورا أساسيا في مساعدة العائلة المغربيّة. المرأة في كل مكان. تعمل في كل المواقع بدءاً بتولي حقائب وزارية معينة، تعتبر أساسية، وصولا إلى الفنادق والمطاعم والتعليم. بل يمكن القول في أحيان كثيرة أن المرأة المغربيّة تغلبت على الرجل، خصوصا عندما يتعلّق الأمر بجدّية ممارسة المهنة التي تعمل في مجالها”.
وأوضح أن السر يكمن بكل بساطة في وجود تلك الصراحة في التعاطي بين العرش والشعب مبرزا أن “الملك محمّد السادس لم يتردد في كشف أن ذكرى عيد العرش تأتي هذه السنة “في ظروف متقلبة، مطبوعة باستمرار تداعيات كوفيد 19 وانعكاسات التقلبات الدولية، على الاقتصاد الوطني والعالمي”.
وأشار خير الله خير الله إلى ان جلالة الملك “يضع مواطنيه أمام مسؤولياتهم يصارحهم في كلّ ما يجب أن يصارحهم به” لافتا إلى ان ذلك سمح للديبلوماسيّة المغربيّة بتحقيق اختراقات في السنوات الأخيرة، خصوصاً في مجال تأكيد مغربيّة الصحراء.
ولدى تطرقه للازمة بين المغرب والجزائر، كتب خير الله خير الله أن جلالة الملك توجه مجددا إلى الرئيس الجزائري معبرا عن تطلعه إلى العمل مع الرئاسة الجزائرية، وأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد لإقامة علاقات طبيعية بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية ومصير مشترك.
وشدد على أن هذه المبادرة المغربية هي “دليل قوّة وليس دليل ضعف من أيّ نوع” مضيفا أنها تؤكد أيضا على وجود القدرة على بناء سياسة خارجية براغماتية تضع مصلحة المواطن المغربي في أولويّة الأولويات، وتستند إلى معرفة العالم وما يدور فيه بطبيعة الحال وإلى وضع داخلي متين في دولة ذات مؤسسات عريقة قبل أي شيء آخر”.