الدريوش – نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الخميس بالدريوش، مهرجانا خطابيا بمناسبة تخليد الذكرى الواحدة بعد المائة لمعركة أنوال المجيدة؛ تم خلاله إبراز الدلالات الرمزية والأبعاد التاريخية لهذه المحطة الوضاءة في مسلسل الكفاح الوطني.
واعتبر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة خلال هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، عامل إقليم الدريوش، محمد رشدي، ومنتخبون، وفعاليات المجتمع المدني، ومنتمون لأسرة المقاومة وجيش التحرير، أن معركة أنوال الشهيرة التي قادها المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، جسدت أروع صور النضال والجهاد وأبهى آيات الكفاح والصمود في مواجهة الاحتلال الأجنبي والتصدي لأطماعه التوسعية، مبرزا الأدوار الريادية لقبائل وأبناء الريف في هذا المجال، وفي إثراء الذاكرة التاريخية الجماعية بالتضحيات التي قدمها الأسلاف والأجداد في سبيل الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
وأشار السيد الكثيري إلى أن معركة أنوال التي تعد النواة الصلبة للحرب الريفية بصمت مسيرة الجهاد والكفاح الوطني الطويلة التي شهدها المغرب منذ الفتح الاسلامي في مواجهة الحروب الصليبية التي استهدفت دار السلام، معتبرا أن هذه المعركة تصدى فيها المجاهدون الأشاوس في هذه الربوع من المملكة لجحافل الجيوش الاستعمارية في حرب غير متكافئة وحققوا أكبر انتصار على الجيش الاسباني بقيادة الجنرال “سيلفستري”.
وأكد أن معركة أنوال الخالدة، أضحت نموذجا حيا لكل الشعوب التواقة إلى الحرية والاستقلال الوطني، وانتصبت ملحمة تاريخية طافحة بأبهى صور ووقائع الكفاح الوطني، لما جسدته من قيم الوطنية ومواقف المواطنة الايجابية والاعتزاز بالانتماء الوطني وبالهوية المغربية.
وأوضح المندوب السامي أن تخليد الذكرى الواحدة بعد المائة لهذه المحطة التاريخية، يتوخى منه أن يكون وقفة للتأمل وفسحة لتنوير أذهان الناشئة والأجيال الجديدة، بما تطفح به من دروس بليغة وعبر ثمينة تدعو للتحلي بقيم المواطنة الايجابية وسجايا الوطنية الصادقة.
وقال إن من شأن ذلك أن يدفع رجال ونساء اليوم والغد بالاضطلاع بأدوارهم على الوجه المطلوب والمأمول في ملاحم الجهاد الأكبر ومسيرة العهد الجديد التي يحمل مشعلها بكل عزم وإيمان وحنكة واقتدار وبعد نظر جلالة الملك محمد السادس الذي لا يألو جهدا ولا يدخر وسعا في سبيل الارتقاء بالمغرب وإعلاء صروحه بين الشعوب والأمم، وإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي والتنموي وتأهيل البلاد لمواجهة ورفع تحديات الألفية الثالثة وكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة.
وشدد السيد الكثيري، في هذا الصدد، على التعبئة المستمرة والتجند التام والاستعداد الكامل لأسرة المقاومة وجيش التحرير وذوي حقوقهم وسائر فئات وأطياف المجتمع المغربي وقواه الحية من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية المقدسة وتحصين المكاسب الوطنية، مؤكدا أن الشعب المغربي يسير في التحام وثيق الخطى جنبا إلى جنب مع ملكه المفدى لإفشال مخططات ومناورات خصوم الوحدة الترابية المتربصين لحقوقه المشروعة، الذين يتمادون في محاولاتهم اليائسة للنيل من وحدته وسيادته الوطنية.
وقد عرف هذا اللقاء تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير من أبناء المنطقة عرفانا لما بذلوه وما قدموه من أعمال جليلة للوطن، بالإضافة إلى توزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة.
وعلى هامش هذا المهرجان الخطابي، وبالمناسبة ذاتها، تمت إزاحة الستار على لوحتين رخاميتين لساحتين تحملان اسمين لرمزين من رموز الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير بجماعة الدريوش.
يذكر أن النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ومعها شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ال 98 المفتوحة عبر التراب الوطني، أعدت بمناسبة تخليد ذكرى هذه الملحمة الخالدة عدة برامج أنشطة وفعاليات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية بتنسيق وشراكة مع القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.
