غير مصنف

سلوكات منحرفة لملثمين غذت الفوضى وخنقت فلسفة المطالبة بالحقوق الإجتماعية التي روجت لها حركة جيلZ

مشاهد مؤسفة تلك التي تناقلتها عدسات الهواتف النقالة مساء اليوم الرابع من حراك جيل Z وشككت في مصداقية الحراك وخلفياته الحقيقية ليبرز السؤال لماذا تعاملت الأجهزة الأمنية. مع الوضع في بدايته بصرامة بدت مبالغ فيها وعجلت بإستنكار حقوقي وسياسي شعبي واسع وفتحت نقاشا عموميا وطنيا ودوليا وضع من خلالها المغرب تحت مجهر المنظمات الدولية وفخاخ خصوم المملكة …وأصبح الحجاج الحقوقي والدستوري ألية ترافعية حول مشروعية الحراك والرقابة على شرعية تدخل السلطة…كيف تم تخطيط وهندسة هذا الحراك !!؟ ولماذا تعاملت معه السلطات بأسلوب نشاز !!؟ ولماذا تبدلت وجوه شباب الحراك المكشوفة التي تطالب بإصلاح المنظومة الصحية والتعليمية إلى وجوه ملثمة إختارت المواجهة والعنف ضد رجال الأمن والقوات المساعدة والدرك الملكي والتخريب
ضد الممتلكات العامة !!!؟

في بداية الصيف. الماضي من السنة الجارية روجت بعض الصفحات اليوتيوبية المعروفة ، لخبر إعداد وتحضير جهات معادية لحراك ما … يتزعمه المهدي حيجاوي، الشخص الذي يدعي مكانة الرجل الثاني في المخابرات الخارجية، وأخرون نهاية شهر غشت وقوبل هذا الخبر بالإستهزاء ووصف مروجوه من طرف خصومهم ” ب”المهيترين “.

تنبؤات “يوتيوبرز ” ،موثقة عبر فيديوهاتهم والمنشورة على صفحات اليوتيوب تكون ربما قاد صادفت الواقع وإن تأخر الموعد ، بعد ذلك راج على السوشيال ميديا خبرا أخرا يزعم ناشروه أن صراعا قويا بين أجنحة بعض الأجهزة الإستخبارتية تلته نشر منصة “جبروت ” على تطبيق تلغرام لإتهامات خطيرة ضد رجال المخابرات .

إنسحبت جبروت في هدوء وإنشغل المغاربة بالدخول المدرسي حتى تفجرت قصة إحتجاجات مستشفى أكادير التي لاقت إستنكارا شعبيا أيقض الشعور العام المغربي ونبهه إلى مصير إنهيار الصحة والتعليم عمادي لدولة الرعاية الإجتماعية ،تدخل على إثره وزير الصحة لحلحلة المشكل وحصره جغرافيا لكنه كسر الحدود إنبعتث حركة جيل Z بسرعة البرق التنظيم السري المهندس لحراك شبابي إختارت مواقعه بعناية وواجهت سلميا عناصر الأمن دون أدنى خوف مطالبة بصحة وتعليم جيدين … كل التنسيق يجري عبر تطبيق خاص وبدقة تساعدها على الترجمة الفورية لأجندتها ” النضالية ” على مستوى الشارع .

المثير للإستغراب هو تعامل الأجهزة الأمنية مع شباب الحركة وطريقة توقيفها لعناصرها في مشهد يطرح أكثر من علامة إستفهام حول الصورة الحقوقية لبلادنا والتي قطعت مع الألوان السوداء لتاريخ سنوات الرصاص وطوت صفحته عبر مصالحة وطنية وإقرار لدستور الحقوق والحريات لسنة 2011 ضمن مقتضيات المواثيق والعهود الدولية داخل التشريعات الوطنية…ألم يكن من أصدر التعليمات وإختار شكل هذه التدخلات يعي جيدا خطورتها على سمعة الدولة حقوقيا!!؟. خاصة ونحن ملتزمون بمواعيد قارية وعالمية بدلت الدولة الغالي والنفيس للتحضير لهذه المناسبات الكروية ( كأس العالم وكأس إفريقيا للأمم).

الأكثر من ذلك ..توقيت الحراك والدعوة من خلاله إلى مقاطعة مباريات كأس إفريقيا والتشديد على حث الدولة على التخلي عن تنظيم كأس العالم وتوجيه الإستثمارات المخصصة للملاعب إلى تأهيل المستشفيات والمدارس العمومية… وماذا لو سحبت منا الفيفا التنظيم وكيف يمكننا تحمل الخسران المبين!!؟ .

إعلام وصحافة شبكات المصالح منها من إختفي ومنها من بقي على عهد دفاعه يتصدى لشباب الحراك ويصفهم بأقبح النعوث ويتهمهم بالعمالة للخارج لزعزعة أمن وإستقرار الوطن ،فيما خصومهم باركوا الحراك ودعوا الدولة إلى الإستجابة الفورية للمطالب لتجنب الوضع الخطير . صراع هذه الأقطاب الإعلامية وخرقها لقيم وأخلاقيات المهنة والقانون المنظم لها وإنخراطها في الحرب السياسية بالوكالة يستوجب تدخل الدولة لإيقاف المهزلة ومساءلتها حول هذه الفوضى التي صنعت بالدعم العمومي رأيا عاما مضطربا …

وجوه الحراك المكشوفة بالرباط و الدار البيضاء لثمت يوم أمس وقطعت الطريق السيار وهاجمت القوات العمومية بالحجارة في مدينة وجدة واليوم أشعلت النيران في سيارات الأمن الوطني والدرك الملكي وخربت الممتلكات العمومية بإنزكان وآيت أعميرة وهي جرائم خطيرة ذات طبيعة جنائية لا تستقيم والمطالبة بالحقوق بشكل سلمي لتكون حركة جيل Zقطع أطفئت شمعتها الإصلاحية بعنفها الشرس وردتها النضالية التي لا يمكن للشعب المغرب القبول بها بأي حال من الأحوال .

بعد كل هذه الوقائع العنيفة تكون حركة جيل z قد قيدت نفسها داخل قفص الإتهام وأصبحت محط شك حول من يحركها …هل الرغبة والحماسة في التغير وضمان العيش الكريم والرعاية والعدالة الإجتماعية عبر محاربة الفساد والإستبداد!!؟ أم بالفعل سقط شبابها أو غيرهم في فخاخ نصبت للإلتفاف حول ملفهم المطلبي!!؟ أم كانوا ضحية أيادي خارجية آثمة عبأت إندفاعهم لضرب أمن وإستقرار المملكة بسواعد أبنائها!!!؟ ….كل الإحتمالات تبقى واردة في إنتظار ما سيكشف عنه التاريخ من كواليس هذه المرحلة العصيبة لاحقا ….

عن الصحافي خالد جالي مدير نشر ماروك نيوز لاين
المقال على موقع الجريدة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى