الدار البيضاء – تحتفل المديرية العامة للأرصاد الجوية (DGM) كباقي أعضاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يوم 23 مارس من كل سنة، باليوم العالمي للأرصاد الجوية، الذي يشكل فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات الوطنية، والتقدم الحالي والتحديات المستقبلية.
وأفادت المديرية، في بلاغ لها، أن اليوم العالمي للأرصاد الجوية يخلد هذه السنة تحت شعار “مستقبل الطقس والمناخ والماء عبر الأجيال”، من أجل تسليط الضوء على الإنجازات الماضية والتقدم الحالي والإمكانات المستقبلية، بدءا من أجهزة التلغراف والبرقيات المستعملة لأغراض التنبؤات الخاصة في أواخر القرن التاسع عشر وصولا إلى أجهزة الكمبيوتر العملاقة وتكنولوجيا الفضاء الحالية.
وفي المغرب، يعد اليوم العالمي للأرصاد الجوية فرصة لإلقاء الضوء على الدور الذي تقوم به المديرية العامة للأرصاد الجوية ومساهمتها في حماية الأشخاص والممتلكات، كما يعتبر فرصة للتذكير بتاريخ تطورها عبر الأجيال.
فبعد 62 عاما من إنشائها سنة 1961، قطعت المديرية العامة للأرصاد الجوية خطوات أساسية في تطورها نحو خدمات رصدية رفيعة المستوى للقيام بالمهام المتعددة الموكلة إليها في خدمة المواطنين، وتقديم خدمات ذات قيمة مضافة لصالح مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ببلدنا.
كما تم إنجاز تقدم كبير في مجالات التنبؤ بالطقس والرصد مع توفير تنبؤات عالية الدقة بشكل متزايد ومنتجات تتكيف مع احتياجات العملاء من حيث التنبؤات والإنذارات الجوية، إذ انتقل مدى التوقعات الرصدية من 5 أيام في الثمانينيات، إلى 10 أيام حاليا.
ومكنت البرامج المختلفة من تحقيق تقدم ملحوظ في التنبؤ بالطقس والمناخ من خلال تعزيز القدرات الحسابية ووسائل الاتصالات ومعالجة المعطيات، وتطوير النماذج العددية، الأمر الذي أدى الى تحسين الدقة المكانية للتنبؤات.
تحظى المديرية العامة للأرصاد الجوية وعلى الصعيد الدولي، بدور هام في برامج المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والهيئات الدولية في مجال الطقس والمناخ.
وتجدر الإشارة أنه على المستوى القاري، تقدم المديرية، بصفتها مركزا عالميا لأنظمة المعلومات، المساعدة الفنية لـ 37 دولة أفريقية، كما توفر الدعم لـ 14 دولة أفريقية من خلال استضافة المركز الإقليمي لنظام الرصد العالمي المتكامل. وتوفر أيضا المساعدة الفنية للبلدان الأفريقية الأخرى بصفتها مركزا إقليميا لأدوات القياس ومركزا إقليميا للمناخ.
وفي مواجهة التحديات المستقبلية، تستند المديرية العامة للأرصاد الجوية على موارد بشرية عالية التأهيل وعلى تعبئة معدات هامة ومتطورة، من حيث الرصد ووسائل الاتصالات ومعالجة المعطيات وكذا على التعاون المستمر مع مختلف شركائها.
وتلتزم المديرية بتعزيز فعاليتها من خلال رؤية جديدة للسنوات العشر القادمة ترتكز على توقعات استباقية لحماية الأرواح والممتلكات وتحسين رفاهية المواطن والمساهمة في التنميــة الاجتماعية والاقتصادية للمملكة، وذلك باستخدام معرفتها وخبرتها في مجال الطقس والمناخ من أجل دعم مغرب على استعداد كامل لمواجهة مخاطر الطقس والمناخ، وجاهز للانخراط في التنمية المستدامة.
ومن جهة أخرى، يعتبر اليوم العالمي للأرصاد الجوية لهذه السنة مناسبة خاصة لكونها تصادف الذكرى السنوية الخمسين بعد المائة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي انبثقت عن المنظمة الدولية للأرصاد الجوية.
فعلى مدار المائة والخمسين عاما الماضية، قامت مرافق الأرصاد الجوية بتجميع وتوحيد البيانات الرصدية التي تدعم تنبؤات الطقس والمناخ .. ويعد تاريخ تبادل هذه البيانات الرصدية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مثالا ناجحا للتعاون العلمي الدولي.
ويعتبر تغيّر المناخ من أكبر التحديات التي تواجهها البشرية في العصر الحديث، فقد أصبح متوسط درجة الحرارة العالمية أعلى بأكثر من 1.1 درجة مائوية مما كان عليه قبل 150 عاما، وأصبح الطقس أكثر تطرفا ومعدل التغير يتسارع.
بمقابل ذلك، فإن التقدم السريع في العلوم والتكنولوجيا قد أدى بشكل كبير إلى تحسين دقة التنبؤات الجوية والإنذارات المبكرة التي تلعب دورا كبيرا في إنقاذ الأرواح والممتلكات.. هذه التطورات مكنت من تحسين مدى التوقعات، تعادل يوما واحدا كل عقد من الزمن.