أديس أبابا – أكد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الدكتور محمد رفقي، أمس الأحد بأديس أبابا، أن المؤسسة عازمة، تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، على العمل من أجل خدمة الإسلام والسلم والأخوة التي تربط المغرب ببلدان إفريقيا، ومن بينها إثيوبيا.
وأكد الدكتور رفقي، خلال حفل نظمته مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمناسبة اختتام النسخة الرابعة من المسابقة الوطنية لحفظ وتلاوة وتجويد القرآن الكريم، التي نظمها فرع المؤسسة في إثيوبيا بالعاصمة أديس أبابا، أن هذه المرحلة من المنافسة في هذه الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، والتي عرفت مشاركة 50 شابا وشابة، كانت قوية للغاية بعد أبان المتنافسون عن مواهب استثنائية، حيث وجد أعضاء لجنة التحكيم صعوبة في الاختيار بينهم.
وأبرز الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أن مرحلة أديس أبابا تعكس الاهتمام الذي توليه إثيوبيا لحفظ وتلاوة القرآن الكريم، مشيدا بالدور الهام الذي تضطلع به جمعية زايد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم بإثيوبيا.
وأضاف خلال هذا الحفل الذي تميز بحضور سفيرة المغرب لدى إثيوبيا وجيبوتي، نزهة علوي محمدي، وعدد من أعضاء الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا، ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في إثيوبيا، وعلماء إثيوبيون، وبرلمانيون فيدراليون، ودبلوماسيون معتمدون في أديس أبابا، وفاعلون جمعويون، العناية التي يحيط بها جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين العلماء في إفريقيا عبر الأعمال التي تقوم بها المؤسسة خدمة للإسلام والسلم والتنمية في القارة الإفريقية.
كما سلط الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في هذا السياق، الضوء على الدور المركزي للعلماء في تأطير المجتمعات وفقا للقيم النبيلة للإسلام، والتي تدعو بشكل خاص إلى التسامح والتعايش والتضامن.
من جانبها، أكدت سفيرة المغرب لدى إثيوبيا وجيبوتي أن تنظيم هذه المسابقة يعكس الرغبة المولوية لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وجهوده الحثيثة في حفظ ثوابت دين الإسلام الحنيف من كل أشكال التحريف والتطرف، وجعل قيمه السمحة في خدمة الاستقرار والتنمية في قارتنا الإفريقية.
وأوضحت السيدة علوي محمدي أن هذه البادرة المباركة جاءت تجسيدا لعمق الروابط الدينية والثقافية التي تجمع المملكة المغربية بجمهورية إثيوبيا، مضيفة أن هذه الخطوة المحمودة ستشكل لبنة أساسية وإطارا ملائما للتعاون بين علماء المغرب وعلماء إثيوبيا لما يتقاسمه البلدان الشقيقان من قيم داعمة للتعايش والتآخي بين الديانات السماوية الثلاث.
وصرحت في هذا السياق بأن المملكة كانت وستظل أرضا للتعايش السلمي بين الديانات السماوية الثلاث، موضحة أن المغرب قدم على مر العصور والأزمنة نموذجا فريدا في جعل قيم التعايش والتسامح والتآلف بين الأديان ركيزة من ركائزه، وهو ما يجعل منه أرض سلام ومحبة بامتياز.
وأشارت إلى أن الدستور المغربي ينص على أن جلالة الملك محمد السادس هو أمير المؤمنين وحامي الملة والدين، وبالتالي فهو الزعيم الروحي لجميع أتباع الديانات التوحيدية الثلاث دون تمييز أو تفرقة.
من جهته، أعرب نور الدين قاسم، رئيس جمعية زايد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم عن شكره لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة على تنظيم هذه المسابقة في أديس أبابا، مسلطا الضوء على المشاركة الواسعة للشباب الإثيوبي والحضور الكبير للفتيات في هذه المسابقة المباركة.
وقال في هذا الصدد “أود أن أشكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، حفظه الله، على كل أعماله النبيلة في خدمة الإسلام”.
وفي ختام هذا الحفل، أشادت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمعية زايد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم تقديرا لجهودها في حفظ وتلاوة وتجويد القرآن الكريم في إثيوبيا. وبهذه المناسبة، قدم الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة درع المؤسسة لرئيس جمعية زايد بن ثابت.
واختارت لجنة تحكيم المسابقة فائزين اثنين لتمثيل إثيوبيا في المرحلة النهائىة للمسابقة التي ستنظم خلال شهر رمضان المبارك. ويتعلق الأمر بصفية الشيخ أحمد في فئة الحفظ الكامل للقرآن الكريم برواية ورش، وعباس هادي عمر في فئة حفظ القرآن الكريم برواية يختارها المترشح.