الأمم المتحدة (نيويورك) – أكد نائب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر القادري، الأربعاء بنيويورك، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ما فتئ يدعو لأهمية المحافظة على الوضع القانوني والحضاري والديني للقدس الشريف.
وعقب مداخلة ، أشار السيد القادري خلال جلسة النقاش المفتوح لمجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية،أن جلالة الملك يتابع باهتمام بالغ ومتواصل كل التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية، ويدعو لأهمية المحافظة على الوضع القانوني والحضاري والديني للقدس الشريف، باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية، ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار.
وتقوم لجنة القدس الشريف، التي يرأسها جلالة الملك،بدور السياسي والعملي لدعم الشعب الفلسطيني عامة، والمقدسيين على وجه الخصوص، مسجلا أن اللجنة تزاوج بين المساعي السياسية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والعمل الميداني الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت الإشراف الشخصي والفعلي لجلالته.
وأضاف بأن الوكالة عملت، منذ إنشائها سنة 1995، على إنجاز وتنفيذ مشاريع ملموسة تعليمية واجتماعية واقتصادية وصحية وثقافية، للإسهام في تحسين أحوال عيش المقدسيين والحفاظ على المعالم الحضارية والروحية لمدينة القدس الشريف بصفتها ملتقى للديانات التوحيدية الثلاث وتراثا مشتركا للإنسانية وأرضا للتعايش واللقاء.
ويتابع القول السيد القادري، أن جلالة الملك محمد السادس، في يوليوز 2022، قاد وساطة الاتفاق على الفتح الدائم لجسر ألنبي (جسر الملك حسين) الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، مما ينعكس إيجابا على الحياة اليومية للفلسطينيين، ويسهل عملية تنقل الأشخاص والسلع.
وذكر الدبلوماسي مقتطفا من رسالة التضامن التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في نونبر 2022 بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي أكد فيها جلالته “أن ما تقوم به المملكة المغربية من جهود ومساع لصالح القضية الفلسطينية هو التزام صادق وموصول تدعمه إجراءات ميدانية ملموسة تلقى كل التقدير والإشادة من لدن القيادة والشعب الفلسطينيين. لذلك، ندعو إلى النأي بهذه القضية العادلة عن المزايدات العقيمة والحسابات الضيقة التي لا تخدمها في شيء”.
وشدد السيد القادري أن المملكة المغربية تظل على قناعة بمركزية القضية الفلسطينية لكونها قضية جوهرية في الشرق الأوسط، كما تظل في سلم أولويات المنتظم الدولي، معتبرة أن استقرار المنطقة والازدهار فيها يرتبط ارتباطا وثيقا بإيجاد حل عادل ومستدام لهذه القضية، في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما جدد الدبلوماسي تأكيد موقف المغرب الثابت والواضح من عدالة هاته القضية، ورفض المملكة لكل مساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل في جو من الأمن والاستقرار والسلام.
وأبرز،أن المملكة المغربية تدعو بإلحاح إلى وجوب الامتناع عن كل ما من شأنه تأزيم الوضع وجر المنطقة نحو مزيد من الاحتقان، كما تشدد على ضرورة الامتناع عن جميع الإجراءات الأحادية التي من شأنها المساس بالوضع القانوني والتاريخي والجغرافي القائم في مدينة القدس والحرم القدسي الشريف.
وختم الدبلوماسي المغربي إلى التأكيد على أن المغرب سيواصل العمل على استثمار دوره التاريخي والوازن في القضية الفلسطينية والعلاقات المتميزة التي تجمعه بكل الأطراف والقوى الدولية الفاعلة، من أجل توفير الظروف الملائمة، لإعادة إحياء المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.