نيويورك – قال الصحافي الأمريكي، أحمد فتحي، إن استقبال زعيم الانفصاليين بتونس يدخل في إطار “صفقة” بين تونس والجزائر، مبرزا أن تونس قيس سعيد تقدم على مبادرات “محيرة”، لاسيما وأن بلاده لا تعترف بـ”البوليساريو”.
وأبرز فتحي، الذي كان يتحدث لـ”صوت أمريكا” (فويس أوف أميركا)، خدمة البث الإذاعي والتلفزيوني الدولية التابعة للحكومة الأمريكية، أن رئيس الدولة التونسية يواجه “ضغوطا هائلة” على الصعيد الداخلي.
وكان قيس سعيد التقى الشهر الماضي نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، علما أن الجزائر تعد المورد الرئيسي لتونس في مجال الطاقة.
وقال الصحافي الأمريكي، وهو أيضا مراسل مقيم بالولايات المتحدة، “أعتقد أنه تم عقد صفقة (بين الطرفين) أو تم الضغط على تونس من قبل الجزائر”.
وأشار، من جانب آخر، إلى أنه تم الاتفاق ومنذ البداية، وبموافقة تونس، على أن المشاركة في أشغال “تيكاد 8” مخولة فقط للبلدان التي تلقت دعوة موقعة بشكل مشترك من قبل رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي، مسجلا أن مذكرة رسمية صادرة عن اليابان يوم 19 غشت 2022، تؤكد صراحة أن هذه الدعوة الموقعة هي “الدعوة الوحيدة التي بدونها لن يسمح لأي وفد بالمشاركة في تيكاد 8”.
وأضاف المتحدث أن هذه الدعوة ليست موجهة للكيان المذكور في المذكرة الكتابية بتاريخ 10 غشت 2022، أي الكيان الانفصالي.
وبعد التذكير بالمكانة الأساسية والمحورية لقضية الصحراء بالنسبة لكافة المغاربة، بكافة شرائحهم، تطرق الخبير في الشؤون الدولية إلى الخطاب السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، والذي أكد خلاله جلالته أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق صداقات ونجاعة شراكات المملكة.
وسجل السيد فتحي، كذلك، أن قلة من البلدان تعترف بالكيان الوهمي، في الوقت الذي يساند فيه أزيد من نصف أعضاء الاتحاد الإفريقي السيادة والوحدة الترابية للمغرب ومقترحه لتخويل الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية.
وذكر، في هذا الإطار، بالموقف الذي عبر عنه مؤخرا كاتب الدولة الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي وصف مقترح الحكم الذاتي بالجدي وذي المصداقية والواقعي.
وفي مقال نشره الموقع الإلكتروني www.amerinews.tv، أبرز السيد فتحي أيضا أن ما أقدمت عليه تونس يأتي بعد أن ساندت إسبانيا مخطط الحكم الذاتي على غرار الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا وهنغاريا ورومانيا وصربيا وقبرص والبرتغال، والعديد من البلدان الأخرى التي فتحت قنصليات لها في العيون والداخلة.
وذكر الصحافي بأن الولايات المتحدة كانت قد اعترفت، في 2020، بالسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو الموقف الذي أكدته، وفي عدة مناسبات، الإدارة الأمريكية الحالية.
واستعرض، بالمناسبة، بلاغي وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بشأن التصرف “الاستفزازي” للرئيس التونسي.
المصدر : وكالة المغرب العربي للأنباء.