مراكش – تشكل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم 18 ماي 2005، والتي وصلت مرحلتها الثالثة، نقلة نوعية في مجال تعزيز الإدماج الاقتصادي للشباب، وتمكينهم من تحسين دخلهم، حيث فتحت أمامهم آفاقا جديدة ترمي إلى تقوية قدراتهم وتسهيل إقامة مشاريعهم .
ومن بين المجالات التي أولتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عناية خاصة، ودعما منقطع النظير، هناك قطاع تطوير المعلوميات وهندسة الاتصال، بالنظر إلى الدور الهام الذي أضحى يضطلع به هذا القطاع في دواليب الحركة الاقتصادية. ويهدف تدخل المبادرة في هذا المجال الحيوي، في إطار المرحلة الثالثة (2019-2023)، التي تضمنت مشاريع مبتكرة ارتبطت بقطاع الخدمات، والمطعمة، والتنمية المعلوماتية، والصناعة التقليدية، وغيرها من القطاعات، إلى توفير وتسهيل العمل للولوج إلى المنظومة الرقمية المرتبطة بمشاريع هندسة الاتصال والمواصلات اللاسلكية. وفي هذا الصدد، أكد الرئيس المؤسس لشركة “مراكش نير شور”، طارق تيفاق، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساعدته كثيرا في بلورة مشروعه على أرض الواقع، وفتحت آفاقا جديدة لشركته في سوق الشغل، وطنيا ودوليا. وقال السيد تيفاق، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن فكرة تأسيس هذه المقاولة التي تهتم بتطوير قطاع المعلوميات وهندسة الاتصال، وتركيب الشبكات والأجهزة اللاسلكية، جاءت بتعاون مع زميله زكريا أيت أوفقير. وأشار إلى أهمية هذا القطاع المعلوماتي على مستوى جهة مراكش – آسفي، بعدما كان التشغيل في مجال المعلوميات وهندسة الاتصال متمركزا بكل من الدار البيضاء والرباط، لكن بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تم تحقيق قفزة نوعية في هذا القطاع بالمدينة الحمراء، والذي ساهم في خلق فرص للشغل استفاد منها العديد من الشباب على صعيد الجهة عموما، وعمالة مراكش على الخصوص. وأكد أنه “بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تم توفير مجموعة من المعدات التي تحتاج إليها مقاولتنا، وهو ما ساعدنا على تنفيذ مشاريعنا بسرعة، والولوج إلى سوق الشغل بشكل أفضل من خلال التعاون وإبرام صفقات مع شركات وطنية وأجنبية”، مشددا على أن المقاولة تواصل القيام بدورها التنموي، وتتطلع إلى توسيع هذا الدور ليشمل مختلف جهات المملكة. يذكر، أن مقاولة (مراكش نير اشور)، المتخصصة في مجال تطوير المعلوميات وهندسة البنية التحية والربط بشركات الأنترنيت، تأسست سنة 2021 بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبدأت بمستخدمين اثنين لتصل حاليا إلى 11 عاملا، وهو رقم يزداد في سوق الشغل كلما ارتفعت نسبة خدمات مشاريع المقاولة. وتجدر الإشارة إلى أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تسعى إلى تعزيز قدرات الشباب حاملي المشاريع وتقليص الفوارق الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين الخدمات المقدمة للمستفيدين، حيث من المنتظر أن يبلغ العدد الإجمالي للمشاريع التي ستنجز عند نهاية السنة الحالية، بفضل المبادرة، 462 مشروعا، أي بنسبة 98 بالمائة من مجموع المشاريع المبرمجة.
